اهدى ما وراء هذة القصة من معانٍ الى تلك الصديقة التى يئست من أن تجد حباً صادقاً وان تعطيها الحياة ما تستحقه..
عزيزتى: أولست دائما القائلة أن هناك ما يدعى فن التعامل مع الانثى؟
أذكرك ان الحياة ماهى الا.....انثى!!
اقرأى هذة السطور علها تسلط الضوء على بداية الطريق الى اكتشافك هذا الفن.."فن مزاولة الحياة"
واقبلى دعوتى للرقص معاً على انغامها!!
يا نائح الطلح اشباه عوادينا............نشجى لواديك أم نأسى لوادينا؟؟
احمد شوقى
********************
-قال لصديقه: "سأخبرها الليلة"
-"حقاً؟؟ وهل جهزت حديثاً"
-"لا..لا حديث أصدق من دقات قلب الانتظار التى اختلطت بشهقات لحظات الحضور..ساخبرها كيف كان قلبى يتوقف فى لحظات مرورها...تمامً كما تتوقف أمواج البحر عن الحركة عندما تتوقف الرياح..وكأنهما عاشقين فى حضور احدهما يحيا الآخر وفى غيابه تفقد الحيا معناها...
انظر فى عينيها لارى خلفهما ذلك البحر واسمع فى أنفاسها هذة الرياح...انها أنثى تتجسد فيها الحياة!!
لا جدوى من البكاء على كتف أنثى كهذة..وهل يجدى القاء الدموع فى البحر الذى هو رمز البكاء؟؟"
-اراك أصبحت شاعراً...وكيف ستخبرها؟"
-"سأجعله امراً مميزاً...كما كان لقاءنا"
********************
كانت ليلة رأس السنة..كانت هى مشغولة بالإعداد للحفل مع صديقتها
قالت لها صديقتها: "وكأنك أكثر نضارة اليوم؟ هل رايته؟؟"
-قالت بخجل من يقتطف زهرة :"نعم"
-"كم انتى مجنونة!!...وهل تحدثتى معه هذة المرة؟"
-تنهدت: "لا"
-غضبت صديقتها: "كيف تحبين رجلاً لم تتحدثى معه قبلاً؟؟ علام احببته؟"
-قالت:" لا أدرى!! شئٌ ما يخبرنى انه مختلف"
-"هذا هراء...لا رجل يختلف عن الآخر جميعهم يبحثون عن الحب ولا يوجد فرق لديهم بين امرأة واخرى...وكيف لم يسبق لكما الحديث وأنتما معاً فى نفس المجلة؟"
-صمتت برهة ثم قالت: "شئٌ ما يوفقنى عندما انظر اليه...وكأنه يقول لى لا تتحدثى!!..لا تضيعى قدسية هذة اللحظة فى كلمات من صنع البشر..هذة اللحظة التى تلتقى فيها أعيننا هى أثمن ما نملك....يعجبنى أن هنالك شئ يملكه كلانا انا وهو"
-قالت لها صديقتها: "أيا كان...ابقى قدميك على الارض...لا تحلقى عالياً بجناح الحب المشوه هذا حتى لا تسقطى مصابة بكسور فى قلبك...
تلك الكسور تجعل تصدع ذاكرتك كبيرا جداً حيث يصعب على الزمن معالجته"
************************
قبل أن تدق الساعة 12 بدقائق...اُطفأت الأنوار...وأُوقفت الموسيقى
جميعهم يستعدون للعد التنازلى لاستقبال العام الجديد
نستقبله بسعادة وهو يدخل كضيف نتوجس منه!!
ناتيه كل عام ونحن محملين بقدر كبير من آلام ما سبقه..ومحملين بقدر كبير من الغباء ذلك اننا اعتقدنا انه قد يكون أفضل من سابقه..ونلقى عليه هذة الحمول من الآلام ولا ندرى أنه يردها الينا مطعمة بجراح كنا نظن أنها بعيدة عنا..
-قالت لها صديقتها: "سوف نبدأ العد التنازلى بعد قليل..هيا اغمضى عينيك وتمنى امنية"
أغمضت عينيها..وكأنها ترى حياتها شريطاً فى تلك اللحظات..
كانت تؤمن ان عقل الانسان بحر من الآلام تسبح فيه الذكريات..
كانت تخاف ان تغمض عينيها لئلا تظهر هذة الذكريات مخيفة فى الظلام...تمام كما يظهر البحر موحشا فى دجى الليل...
نحّت كل ذلك جانباً وتمنت أمنية واحدة فقط...
أن يحدث هذا العام شئ يغير مجرى حياتها...وصورته تزاحم صور الذكريات الاخرى من اقصى جوانب ذاكرتها لتأخد الصدارة!!
"احترس مما تتمناه..فقد يصير يوما حقيقة" هكذا تقول الاسطورة
هنا دق هاتفها...وهنا بدأت امنيتها بالتحقق سريعا
-هى:"الو؟"
-هو: "عام جديد سعيد"
-هى: "من معى؟"
-هو: "لا يهم"
-هى: "كيف لا يهم؟؟"
-هو: "انا شخص لم يكن يريد شيئا سوى ان يتمنى لك عاماً سعيداً" واغلق!!!
**************************
-"حسنا..هذا ليس بموقف يُذكر...قد تتعرض له اى أنثى"
قالت صديقتها..
-"انها المرة العاشرة التى يحدثنى فيها"
-طالما انك منزعجة هكذا لم تجيبيه؟"
- "لا أدرى...شئ ما بداخلى يخبرنى انى اعرفه!!"
-" آه فليرحمنى ربى...وماذا يخبرك عندنا يحدثك؟"
-" لا شئ..يحدثنى عن نفسه وعنى.."
************************
-"هل جننت!!..كيف لم تخبرها الى الآن انك هو؟"
-"اريد اختبارها"
-"كيف؟"
-"اريد ان ارى من ستختار!! رجل الهاتف ام رجل المجلة"
-"كلاكما واحد!!"
"اريد ان اعلم هل تصدق لغة العيون ام تصدق كذب اللسان؟؟
ان اللسان لا يمكن ان تثق فيه دون ان ترى عين محدثك..
لقد عهدتها امرأة مختلفة..اريد ان اتأكد من ذلك!! جيمع النساء بلا استثناء تميل الى كذب اللسان..لان المراة تحب ان تحيا الحب فى عالم لا يمت للواقع بصلة!!
والعين لا تستطيع ان تحيا فيها فى هذا العالم..لانها حتماً سترتطم بجبال أسى الواقع المرتفعة داخلها"
**************************
كانت قد اعتادت صوته فى الهاتف...صار عادة يومية...تعلقت به دون ان تدرى من هو...لا تعلم اسمه..لا ماضيه لا حاضره لا طموحه...
لا تشاركه سوى دقائق حديث على الهاتف..
ربما تعلقت به بسبب حاجتها العميقة للحب التى تركها ذلك "الآخر" دون اشباع!!
فالحاجة العميقة للحب تعطى روح الانسان صفة المعدن..تجعله ينجذب الى اول مغناطيس حتى وان لم يكونا بنفس الجودة
هذة المرة اعطاها موعداً..
طلب ان يقابلها لانه يريد ان يتعرف عليها أكثر
كانت تعلم ان مجرد ردها عليه هو خطأ فادح..
ولكن ما جدوى الحياة دون اخطاء تصل الى حد الجنون؟؟
وافقت..قضت ذلك اليوم فى العمل تفكر فى ذلك اللقاء..رغم تحذيرات صديقتها لها أن لا تذهب...شئ ما بداخلها يدغدها
انه ليس حباً..كانت تفسره انه فضول لا اكثر..ان تعرف ذلك الانسان الذى يهتم لامرها...لم تكن تعلم ان هذا الفضول سيكلفها الكثير!!
لم تكن اعطته موافقة فى المكالمة انها ستحضر...اخبرها انه سيذهب وينتظرها وان لم تأت سيفهم أنه رُفض ولن يحدثها ثانية!!
انتهى العمل.....همت بالانصراف...
واذا بشئ يستوقفها بين زحام المنصرفين...
يا الهى!!!!.....انها عيناه!!!!
لم تراه من فترة!!!
دق قلبها.....يا لها من خائنة!!
ماذا يحدث ؟؟ انه ياتى نحوها!!
-"مساء الخير"
-قالت بصوت متهدج: "مساء الخير"
-"هل لى ان اتحدث معك قليلا؟"
-"اعذرنى لدى موعد هام..فلنؤجلها ليوم آخر"
يكفى قرار واخد تأخده على عجل لتدرك بفدح خطأك مدى خسارتك عندما تواجه آلامك وحدك!!
*************************
لقد سقطت فى الاختبار....
سارت وراء كذب اللسان..
اعجبها رجل الهاتف بكلامه رغم علمه انهما واحد الا انه قُهر انها احبت رجلاً لم تراه أكثر من رجلٍ محملة عيناه برسائل العشق اليها!!
*********************
-"لم يأتِ"
قالت لصديقتها.."انتظرته اكثر من 3 ساعات لم يأت"
شعَرَت فى لحظتها تلك ان رجلها لم يكن سوى هاتف...وأن صديقتها محقة فى كون الرجال يبحثون عن الحب لا المرأة..
-قالت صديقتها:" وماا فعلت؟؟ هل حدثتيه؟"
-"لم يتصل بعدها..وكلما هاتفته كان هاتفه مغلقا..
لا تنظرى الى بأسى هذا...لقد كان فضولاً لا أكثر"
تابعت "لا يهم ما جرى!!! سأبقى بانتظار الآخر!!
وانقلب القدر على قفاه ضاحكاً...
**************************
ان الحب والقدر فى زمن ما كانا عدوين...ولما كُتبت لهما الابدية...كتب كلٌ منهما على نفسه أن يعيش لينغص للآخر حياته...
وهذا هو سبب آلام العاشقين...