الثلاثاء، 12 فبراير 2013

ليلة ضحك فيها القدر

اهدى ما وراء هذة القصة من معانٍ الى تلك الصديقة التى يئست من أن تجد حباً صادقاً وان تعطيها الحياة ما تستحقه..
عزيزتى: أولست دائما القائلة أن هناك ما يدعى فن التعامل مع الانثى؟
أذكرك ان الحياة ماهى الا.....انثى!!
اقرأى هذة السطور علها تسلط الضوء على بداية الطريق الى اكتشافك هذا الفن.."فن مزاولة الحياة"
واقبلى دعوتى للرقص معاً على انغامها!!




يا نائح الطلح اشباه عوادينا............نشجى لواديك أم نأسى لوادينا؟؟
احمد شوقى
********************

-قال لصديقه: "سأخبرها الليلة"
-"حقاً؟؟ وهل جهزت حديثاً"
-"لا..لا حديث أصدق من دقات قلب الانتظار التى اختلطت بشهقات لحظات الحضور..ساخبرها كيف كان قلبى يتوقف فى لحظات مرورها...تمامً كما تتوقف أمواج البحر عن الحركة عندما تتوقف الرياح..وكأنهما عاشقين فى حضور احدهما يحيا الآخر وفى غيابه تفقد الحيا معناها...
انظر فى عينيها لارى خلفهما ذلك البحر واسمع فى أنفاسها هذة الرياح...انها أنثى تتجسد فيها الحياة!!
لا جدوى من البكاء على كتف أنثى كهذة..وهل يجدى القاء الدموع فى البحر الذى هو رمز البكاء؟؟"
-اراك أصبحت شاعراً...وكيف ستخبرها؟"
-"سأجعله امراً مميزاً...كما كان لقاءنا"
********************

كانت ليلة رأس السنة..كانت هى مشغولة بالإعداد للحفل مع صديقتها
قالت لها صديقتها: "وكأنك أكثر نضارة اليوم؟ هل رايته؟؟"
-قالت بخجل من يقتطف زهرة :"نعم"
-"كم انتى مجنونة!!...وهل تحدثتى معه هذة المرة؟"
-تنهدت: "لا"
-غضبت صديقتها: "كيف تحبين رجلاً لم تتحدثى معه قبلاً؟؟ علام احببته؟"
-قالت:" لا أدرى!! شئٌ ما يخبرنى انه مختلف"
-"هذا هراء...لا رجل يختلف عن الآخر جميعهم يبحثون عن الحب ولا يوجد فرق لديهم بين امرأة واخرى...وكيف لم يسبق لكما الحديث وأنتما معاً فى نفس المجلة؟"
-صمتت برهة ثم قالت: "شئٌ ما يوفقنى عندما انظر اليه...وكأنه يقول لى لا تتحدثى!!..لا تضيعى قدسية هذة اللحظة فى كلمات من صنع البشر..هذة اللحظة التى تلتقى فيها أعيننا هى أثمن ما نملك....يعجبنى أن هنالك شئ يملكه كلانا انا وهو"

-قالت لها صديقتها: "أيا كان...ابقى قدميك على الارض...لا تحلقى عالياً بجناح الحب المشوه هذا حتى لا تسقطى مصابة بكسور فى قلبك...
تلك الكسور تجعل تصدع ذاكرتك كبيرا جداً حيث يصعب على الزمن معالجته"

************************

قبل أن تدق الساعة 12 بدقائق...اُطفأت الأنوار...وأُوقفت الموسيقى
جميعهم يستعدون للعد التنازلى لاستقبال العام الجديد
نستقبله بسعادة وهو يدخل كضيف نتوجس منه!!
ناتيه كل عام ونحن محملين بقدر كبير من آلام ما سبقه..ومحملين بقدر كبير من الغباء ذلك اننا اعتقدنا انه قد يكون أفضل من سابقه..ونلقى عليه هذة الحمول من الآلام ولا ندرى أنه يردها الينا مطعمة بجراح كنا نظن أنها بعيدة عنا..

-قالت لها صديقتها: "سوف نبدأ العد التنازلى بعد قليل..هيا اغمضى عينيك وتمنى امنية"
أغمضت عينيها..وكأنها ترى حياتها شريطاً فى تلك اللحظات..
كانت تؤمن ان عقل الانسان بحر من الآلام تسبح فيه الذكريات..
كانت تخاف ان تغمض عينيها لئلا تظهر هذة الذكريات مخيفة فى الظلام...تمام كما يظهر البحر موحشا فى دجى الليل...
نحّت كل ذلك جانباً وتمنت أمنية واحدة فقط...
أن يحدث هذا العام شئ يغير مجرى حياتها...وصورته تزاحم صور الذكريات الاخرى من اقصى جوانب ذاكرتها لتأخد الصدارة!!

"احترس مما تتمناه..فقد يصير يوما حقيقة" هكذا تقول الاسطورة

هنا دق هاتفها...وهنا بدأت امنيتها بالتحقق سريعا
-هى:"الو؟"
-هو: "عام جديد سعيد"
-هى: "من معى؟"
-هو: "لا يهم"
-هى: "كيف لا يهم؟؟"
-هو: "انا شخص لم يكن يريد شيئا سوى ان يتمنى لك عاماً سعيداً" واغلق!!!
**************************

-"حسنا..هذا ليس بموقف يُذكر...قد تتعرض له اى أنثى"
قالت صديقتها..
-"انها المرة العاشرة التى يحدثنى فيها"
-طالما انك منزعجة هكذا لم تجيبيه؟"
- "لا أدرى...شئ ما بداخلى  يخبرنى انى اعرفه!!"
-" آه فليرحمنى ربى...وماذا يخبرك عندنا يحدثك؟"
-" لا شئ..يحدثنى عن نفسه وعنى.."

************************

-"هل جننت!!..كيف لم تخبرها الى الآن انك هو؟"
-"اريد اختبارها"
-"كيف؟"
-"اريد ان ارى من ستختار!! رجل الهاتف ام رجل المجلة"
-"كلاكما واحد!!"
"اريد ان اعلم هل تصدق لغة العيون ام تصدق كذب اللسان؟؟
ان اللسان لا يمكن ان تثق فيه دون ان ترى عين محدثك..
لقد عهدتها امرأة مختلفة..اريد ان اتأكد من ذلك!! جيمع النساء بلا استثناء تميل الى كذب اللسان..لان المراة تحب ان تحيا الحب فى عالم لا يمت للواقع بصلة!!
والعين لا تستطيع ان تحيا فيها فى هذا العالم..لانها حتماً سترتطم بجبال أسى الواقع المرتفعة داخلها"

**************************
كانت قد اعتادت صوته فى الهاتف...صار عادة يومية...تعلقت به دون ان تدرى من هو...لا تعلم اسمه..لا ماضيه لا حاضره لا طموحه...
لا تشاركه سوى دقائق حديث على الهاتف..
ربما تعلقت به بسبب حاجتها العميقة للحب التى تركها ذلك "الآخر" دون اشباع!!
فالحاجة العميقة للحب تعطى روح الانسان صفة المعدن..تجعله ينجذب الى اول مغناطيس حتى وان لم يكونا بنفس الجودة

هذة المرة اعطاها موعداً..
طلب ان يقابلها لانه يريد ان يتعرف عليها أكثر
كانت تعلم ان مجرد ردها عليه هو خطأ فادح..
ولكن ما جدوى الحياة دون اخطاء تصل الى حد الجنون؟؟
وافقت..قضت ذلك اليوم فى العمل تفكر فى ذلك اللقاء..رغم تحذيرات صديقتها لها أن لا تذهب...شئ ما بداخلها يدغدها
انه ليس حباً..كانت تفسره انه فضول لا اكثر..ان تعرف ذلك الانسان الذى يهتم لامرها...لم تكن تعلم ان هذا الفضول سيكلفها الكثير!!

لم تكن اعطته موافقة فى المكالمة انها ستحضر...اخبرها انه سيذهب وينتظرها وان لم تأت سيفهم أنه رُفض ولن يحدثها ثانية!!

انتهى العمل.....همت بالانصراف...
واذا بشئ يستوقفها بين زحام المنصرفين...
يا الهى!!!!.....انها عيناه!!!!
لم تراه من فترة!!!
دق قلبها.....يا لها من خائنة!!
ماذا يحدث ؟؟ انه ياتى نحوها!!
-"مساء الخير"
-قالت بصوت متهدج: "مساء الخير"
-"هل لى ان اتحدث معك قليلا؟"
-"اعذرنى لدى موعد هام..فلنؤجلها ليوم آخر"

يكفى قرار واخد تأخده على عجل لتدرك بفدح خطأك مدى خسارتك عندما تواجه آلامك وحدك!!
*************************

لقد سقطت فى الاختبار....
 سارت وراء كذب اللسان..
اعجبها رجل الهاتف بكلامه رغم علمه انهما واحد الا انه قُهر انها احبت رجلاً لم تراه أكثر من رجلٍ محملة عيناه برسائل العشق اليها!!

*********************
-"لم يأتِ"
قالت لصديقتها.."انتظرته اكثر من 3 ساعات لم يأت"
شعَرَت فى  لحظتها تلك ان رجلها لم يكن سوى هاتف...وأن صديقتها محقة فى كون الرجال يبحثون عن الحب لا المرأة..
-قالت صديقتها:" وماا فعلت؟؟ هل حدثتيه؟"
-"لم يتصل بعدها..وكلما هاتفته كان هاتفه مغلقا..
لا تنظرى الى بأسى هذا...لقد كان فضولاً لا أكثر"

تابعت "لا يهم ما جرى!!! سأبقى بانتظار الآخر!!

وانقلب القدر على قفاه ضاحكاً...
**************************

ان الحب والقدر فى زمن ما كانا عدوين...ولما كُتبت لهما الابدية...كتب كلٌ منهما على نفسه أن يعيش لينغص للآخر حياته...


وهذا هو سبب آلام العاشقين...

السبت، 2 فبراير 2013

رقصة الفالس الأخيرة

إن لكلٍ منا ألماً محبباً الى النفس...نشكيه,نبكيه, ونشجنه أمام الناس...
أما بيننا وبين أنفسنا فقط...
فإنه يرتقِ إلى قدسية الأقداس...فنسكّنه بين جدران معابد الروح...
ونتقدم إليه بقرابين الذكرى تضرعاً ألا ينطفئ..
.ذلك,أنه ارتبط بذكرى كنا أضّل كثيراً أن نهدم فوقها جدران هذا المعبد ونعلن اعتنناقنا عقيدة التوحيد للذاكرةّ!!
********************

جلس يومها مستنداً بظهره إلى ذلك الكرسى العتيق أمام المدفأة ليعد خساراته...
لقد خسرها...
خسرها كلها دفعةً واحدةً!!
خسر عينها وكلماتها وضحكاتها
خسر لمساتها وحضورها له وانصرافها عن كل شئ إلا عنه!!
خسر جسدها وروحها..وتلك النظرة التى لا تجد عاشقَين إالا وبينهما ما يشبهها وكأنها بصمة يتعرف كل منهما بها على الآخر ويطمأنا إلى أن ما بينهما شئ تختلف عنه زحمة العيون..
"حتى البصمات صار يمكن تزييفها!!"

كانت أُنثى استثنائية!!
اُنثى بصفات الرجال...لها حضور الانثى ولها من صفات العند والكبرياء والإستهانة بالامور ما يجعلها تفوق الرجال صبراً..
وكأنها كائن جديد...جمع بين صفات الأنثى ومميزات الرجل فأصبحت شهية بشكل لا يعرفه إلا من اشتهت روحه السلام وعثر عليها فى مقطوعة موسيقية لبيتهوفن!!
"إن وجود الموسيقى يبعد احتمال أن يكون هذا العالم مجرد غلطة"
هكذا اعترف نيتشة,,,

هو ايضاً كان رجلاً ليس بعادياً...كان يمتلك رجولة شامخة بتواضعها...مرتفعة بانحنائها أمام الأنثى..
تلك الآسرة التى تباهى النساء بالوقوع فى فتنتها!!
تلك الرجولة التى تدرك أن اعظم مجد لمتلسق ليس أن تتسلق جبال الهيمالايا بل ان تبلغ قمة قلب امرأة تهواها وتتربع فوقها!!

تذكّر ذلك اليوم عندما كانا يسيران معاً فى تلك الغابات
-قال لها: "أولم تحبى يوماً موسيقى غير بيتهوفن؟؟"
-قالت:"أنا لا أعبد الموسيقى..أنا فقط أحب الاستماع
إلى موسيقى الاشياء من حولى...الموسيقى موجودة فى حفيف أوراق الأشجار وضربة أجنحة الفراشات...موجودة بين ضربات أمواج البحر لصخرة بإيقاع منتظم مع تناغم دقات الهواء فى قلبك..
وبيتهوفن كونه أصم عرف هذا..استمد موسيقاه من روحه ....من صوت طنين الصمم فى أذنه ..ومن رؤيته الطبيعة"

-قال: "وعشقى؟؟ ألاتستمدى منه موسيقاكى؟؟
-قالت: "بل عشقك يمدنى بما هو اكبر من ذلك,
يمدنى بالقدرة على الرقص على أنغام تلك الموسيقى...
ما نفع تلك الأنغام إن لم تتوافق مع أنغام روحك؟؟
عشقك يعقد اتفاقاً سرياً بين تلك الموسيقى وبين تمرد الأنثى داخلى..فإذا به يستجيب بخدرٍ عشقى لطلب الموسيقى له بأن تراقصه على انغامها..وإذا بهذا التمرد ينقلب علىّ فيحيل شوقى اليك رسولاً أن نجسد معاً هذة الرقصة وننقلها من عالم ال "دو رى مى" الى العالم الحقيقى...
لنثبت بذلك أن خيال الحب قد يكون حقيقة بين اثنين لا مجرد إشارات فى نوتة موسيقية"

افاقته رعشة انتابته....لا يدرى أكانت من البرد؟؟..أم من هول الفاجعة؟؟..أم أنها تمرد جسده على قلبه عندما تذكر كلماتها؟؟
كم كانت تُحسن انتقاء كلماتها كما تُحسن انتقاء موسيقاها!!

قام ليشعل حطب المدفأة...منظر النار أعادت له مشهد الشموع بينهما تلك الليلة....
طرقة اخرى على شباك الذاكرة,,,,,

كانت غاضبة ولكنها رائعة حتى فى غضبها...
فالغضب يجعل الأنسان يزداد اشتعالا ليزداد فتنة
وتتصاعد منه تلك الرائحة التى تتصاعد من وعاء أُشعل عليه النار للطهى...
ايماءً الى استواء المشاعر ونضجها..
إنه الحب فى أعنف وأشهى صوره على الإطلاق...

-قالت له: "لا اقبل أن أكون شئ ثانوى تأتينى حين يسمح لك وقتك"
-قال: "لستِ كذلك,,كل ما فى الأمر أن فى عالم البورصة والاعمال
الوقت هو المال..وضياعه يعنى خسارة"
-ردت: "لا شئ أحق أن يلتهم الوقت من الحب!!..حتى الموسيقى التى
خُلقت يوماً توأماً للحب فى عالم ما...ليس لها هذا الحق!!
لا تعارض بين الحب وبين أى شئ اخر فهو منبع كل شئ وهو الداعم لكل شئ"

-قال بصرامة رجل فقد كل اسلحته: 
"ليكن ما يكون...الحب عندى هو ترفٌ لا ألجأ اليه إلا حين فراغى!!"
كم ندم بعدها على تلك الكلمات!!
-همت بالانصراف قائلة: "أنت رجل من 
عالم من ارقام...وأنا انثى من عالمٍ من أنغام..
وكلانا لا يلتقِ فى عالم الحب الا على سحب الوهم"

أحقاً غضبت من كلماته تلك؟؟
أحقاً رحلت لأن الحب ليس أول أولوياته؟؟
هو يعلم أنها لم ترد له الفشل ولكن هى رأت ما جدوى النجاح لشخص معشوقته الأولى والأخيرة هى الأرقام؟؟

ظلت تلك الأسألة تتردد داخله ولم تجب عليها الا صوت النار وهى تأكل الحطب
"يصل الحب الى القمةعندما يتنازل الرجل عن كبريائه والمرأة عن عنادها"


لعل صوت النار داخله كان أقوى فلم يستمع الي نار المدفأة!!!