الجمعة، 17 مايو 2013

ووقع كيوبيد فى الحب

من منا لا يعرف كيوبيد؟؟
إنه رسول الحب....ذلك المخلوق الطفلى الصغير الذى يحمل أسهماً مرصعةً بالعشق...مباركةً من الحب..

يحمل السهم...ويصوبه إليك...لتقع فى حب أول من تقابله من الجنس الآخر.
إن كيوبيد ما ظهر لنا طفلاً إلا ليؤكد على عبثية الحب وفوضويته....وأنه ينازلنا بخباثةٍ لا عهد لنا بها سناً..
ولكن ماذا يحدث لو وقع كيوبيد نفسه فى الحب؟؟
كيف يحدث هذا لرسول الحب؟؟
اقرأ لتكتشف اسطورة الحب العظمى التى صنعها كيوبيد.

********************
فى مكانٍ ما بعيد عن أعين البشر...
فى زمانٍ ما لا عهد لنا به...
وقف بين التلال...قصرٌ شامخ...يدعى قصر الهوى...
سلطانه...هو ذاك الحبُ العظيم الذى تغنى به بنو البشر جميعاً

يرسل السلطان الى بنى البشر رسله...
ولا خيار لديهم فى تسلم رسائل هؤلاء الرسل..
كان أشهرهم على الإطلاق هو كيوبيد..
ذلك الطفل الأشقر الذى تنم عيناه عن مكرٍ لا يخلو من براءة..

فى يوم,, كان كيوبيد يسعى بين الناس ليبحث عن مستقبل جديد لرسائل سلطانه...
فاذا به يجد أمامه فتاه غاية فى الحسن والجمال..

شعر كيوبيد عند رؤياها بشئٍ لم يشعر به من قبل...
وكأن الزمان توقف...واصبح بطيئاً ليعرض أمام عينيه محاسن تلك الحسناء التى يبيعها إليه بإسم الحب...

كان كيوبيد يعلم أن هذة هى الأعراض التى يمر بها من يتسلم رسائل السلطان...

-"لعلى أرهقت من العمل طوال اليوم"
هكذا قال كيوبيد لنفسه.

رجع كيوبيد الى سلطانه ليخبره بمحصلة يومه...ولم يخبره بما حدث له..
ظل طوال ليله يفكر بتلك الفتاة....وبذلك الشئ الذى يدغدغه
نبضٌ غريب جعله أكثر إقبالا على الحياه...
أى شئ ذاك الذى جمع بينهما فى لحظةٍ عبثيةٍ من الزمان...
لحظةٌ سُرقت لتكتب اسميهما فقط...
ولكن غفل عن شئ مهم
هى لم تراه!!
نام كيوبيد تلك الليلة وقد قرر قراراً قد يغير حياته كلها.

********************

-"مولاى السلطان....أعلمت ما حدث ل كيوبيد؟"
-"بالتأكيد يا آبيد"
-"ماذا سنفعل؟"
-"اتركه لنرى ما سيقرر"
-"أخشى مولاى أن يتخد قراراً ما يعرضنا به جميعاً لخطر أبناء آدم!"
-"سنرى"

********************

كان كيوبيد قد قرر أن يُظهر نفسه لتلك الفتاة...
رغم علمه بما قد يشكله هذا القرار من خطر على مملكة الحب..
كان القانون الأول بالممكلة يُحرّم أن يُظهر أحد الرسل نفسه إلى البشر..
ذلك , حتى لا تتعكر عذب مياه تلك المملكة المقدسة بقذارة أخلاق البعض ودنو مبادئ البعض الآخر.

لم يلق بالاً لذلك.....قرر ان يفتنها وحسب..
فى الحب,,يخضع العقل لسيطرة السلطان....
فتنزوى جميع مَلَكاته جانباً..
لتترك الصدارة لتلك الأحاسيس لتتصرف هى كما يحلو لها بجسدٍ سلم نفسه أمام أول تحدٍ دون حرب
يبقى فقط أن تعلم أنها بلا شئٍ يحكمها..
تماماً كما الحاكم الفاسد الذى ينشر جنوده فى البلاد..
لا يتابعهم...لا يؤمرهم....
فعنده من الثقة فيهم ما يجعله مرتاحاً اليهم..
فهم ليسوا بخدّامه...
انهم خُدّام الفساد...
وهو محض واجهةٌ له...
هذى الأحاسيس أيضاً لا تخضع لحكم الحب..

ظهر كيوبيد,,,بالتأكيد لم يظهر فى صورته الطفولية تلك..
بل ظهر فى صورة شابٍ حسن المظهر...
انطلق الى تلك القرية الى نفس المكان ليجد الفتاة هناك فى انتظاره..
اقترب منها مبتسماً مرحباً
استدارت ولم تعره اهتماماً
استشاط هو غضباً..
لم أهملته؟؟

فى الحب,,,لا تسأل نفسك كثيراً...
لا لأن بعض الاسئلة لا نجد لها جواباً...
ولكن لأن كثرة السؤال....هى كثرة العذاب...

قرر كيوبيد أن يصوب إليها سهماً من سهام الحب
وبظهر أمامها بمظهر الشاب لتحبه!!

********************

-"هل نجحت خطته؟"
سأل السلطان
-"نعم سيدى,,,,وهما معاً الآن"
-"أحضره الىّ فوراً"

**********************

دخل كيوبيد على السلطان وهو بهيئته الرسولية..
لم يكن يعلم أن السلطان قد علم بكل شئ
-"مولاى"
-"لا تنحنى,,,
لا أقبل الطاعة المطعّمة بالكذب"....قال السلطان

-"لم مولاى؟"
-السلطان :" لقد خنت أعظم قواعد مملكتنا المقدسة"
-كيوبيد :" نعم مولاى"
-"لم فعلتها"
-كيوبيد :" أحببت"

-السلطان :"لقد كنت أفضل رسول عندى...كيف وقعت فى هذا الخطأ؟؟"

-كيوبيد: " ومن قال انه خطأ يا مولاى؟؟
من صنفه كذلك؟؟
لم تعلمنا يوماً أن سهام الحب التى نصطاد بها قلوب البشر هى خطأ..
بل هى نعمة...
إنها الحدث الاعظم فى حياتهم
لم قد نحرم أنفسنا منها؟؟!!"

-السلطان :" لم تتعلم شيئاً منى يا كيوبيد...أنت حقاً طفل..
انظر,, امامك خياران , اما ان تطلب العفو وتعود كبير الرسل عندى..
او ان تصبح منبوذاً من مملكتنا على هيئتك الآدمية ولا عودة لك هنا....لك الخيار يا كبير الرسل !"

-"اختارها هى يا مولاى"

-" لك ما أردت كيوبيد....
لك ما أردت"

********************

أرسل السلطان فى طلب أمين قصره آبيد

-السلطان : "أين كيوبيد الآن؟"
-"سمعت انه رحل مع حبيبته يا مولاى الى بلادٍ بعيدة
أود أن اسألك شيئا يا مولاى,,,لم قلت له أنه لم يتعلم منك شيئاً؟"

-السلطان :" لقد وقع كيوبيد فى خطأين فادحين يا آبيد..
الأول :
أنه لم يحصل على قلب تلك الفتاه بنبل وشرف
بل فضّل الخديعة بتلك السهام..

والثانى:
 انه هجر حياته كلها من أجل حبها....
لم يفهم أن تلك السهام هى لعبة من لعب الزمان!!
ليست هى ما تُكسب القلب الحب
بل ما يفعله الطرف الآخر...
لقد وقع كيوبيد نفسه فى الحب دون سهم...
لم يدرك ذلك ايضاً
لو أدرك,,, لعلم أن تلك السهام من صنعنا نحن...

قرر أن يهجر حياته ويهدمها ولم يفهم ان الحب ما خُلق ليهدم
بل ليبنى ويدعم.
يوماً ما...سينتهى مفعول تلك السهام...
وتهجره تلك الفتاة لأنها لم تحبه لطبعه..
وسيدرك فدح خطأه
ولن يكون هناك سبيل للغفران!!

لن تنتهى أسطورة كيوبيد يوماً
كن على يقين من ذلك يا آبيد "

********************

إنها الاسئلة ذاتها نعيدها مراراً وتكراراً..
قديمةٌ هى قدم الزمان...
ولا جواب لها...

عددٌ من السهام لا يُحصى..
استخدمه عددٌ من البشر لا يُحصى...
لادراك حباً مشوهاً بأسطورة كيوبيد...
التى ما زالت تُعاد كل يوم
ولن تنتهى ابداً
كما قالها يوماً سلطان الحب!!


الثلاثاء، 7 مايو 2013

هيامُها رقصاً

أزيلوا من أمامى هذى المبانى..
فإنها تحجب عنى السماء!!
اغمدوا صوت الرصاص...
فلم أعد أسمع صوت البلابل..
استُبدلت حناجرها بأجهزةٍ راقعٌ صوتها..
تباً لتلك المدنية التى ألغت الإنسانية...
وأنستنا لون السماء!!
*******************

-"أخبرينى,,,كيف تقابلتما؟"
-"تقابلنا فى رقصة !!"

هكذا بدأ الحوار بين الصديقتين ...احداهما تروى للاخرى أغرب ما حدث لها مما يعجز الجنون عن وصفه!!

فى باريس,,حيث لا تنام العيون...
وأيضاً لا تنام الرغبات..

وقفت تلك الفتاة تبحث عن شئٍ لتصويره,,,
"الصور هى من تختار...لا المُصور"
هكذا كانت تؤمن..
نظرت إلى ساعتها :الثامنة مساءً
-"لا شئ افعله هنا...لأعود الآن ونعاود البحث غداً من جديد"

استوقفتها أضواء وموسيقى قادمة من بعيد...
ذهبت لتفقُد الأمر,,

كم كانت رائعة الموسيقى...شئٌ ما فيها ينساب الى جدران الروح
يصيب اطرافك بخدرٍ لذيذ...
يتسرب ببطئٍ الى باقى جسدك,,,لتجد نفسك أمام قصةٍ عشقيةً كاملة!!
أبطالها : أنت,,والموسيقى,,,وحنينٌ قديم لشئٍ سكن تلك الاطراف طويلاً...

وهى واقفة تستمع فى سكون أقرب لعابد..
شئ ما جذبها من ذراعها!!
لم تشعر سوى بيد تطوقها من خصرها
لتجد جسدها يهتز على انغام تلك الموسيقى..
تسلل صوته وسط الانغام:
-"لا يمكن لجميلة مثلك أن تقف هكذا أمام هذى الأنشودة العذبة ساكنة!!
فليتعبد جسدُكِ بها رقصاً"

لم تقاوم..ولم ينطقا كلمة واحدةً أخرى!!
سمعت فى صمتهما ذلك أروع لغة فى كل لغات العالم!!
لا لغةً أعقد من الصمت
لا لغةً أسهل من الصمت

كان هو يميل بجسدها لتجمع محارات ولؤلؤات شاطئ بعيد
ثم يعود بها لترصعها هى على عنقه تقبيلاً بنظراتها..
فتثور جميع الشطئان غيرةً,,,
وتعصف بحورها حباً,,,
وتتجمع حورياتها لتشهد جميعاً مولد عشقٍ جديد,,

انتهت الموسيقى,,,استدارت هى لتُحيي عازفيها,,
نظرت خلفها,,,لم تجد الآخر!!

-"أمى,,لم هذة الفتاة هناك تميل بهذا الشكل الغريب؟؟"
-"إنها ترقص"
-"ولم تأت لترقص هنا كل يوم؟"
-"لا أدرى...لعلها عاشقة,,,,فالعشق يدفع أصحابه للجنون أحياناً!!"

صدقت الأم,,,هى حقاً كانت عاشقة!!
ولكن,,لم يدرِ أحدٌ يوماً أن عشقها....كان رقصاً....
لا رجلاً !!!

الأحد، 5 مايو 2013

أوتدرى أنى أُحِبك؟

دع قلمى يطوّقُ عنقك بإعترافٍ فى صيغة سؤال :
"أوتدرى أنى أحبك؟"

لا شئ عندى أقوى ولا أقدس 
من كلمات الغزل التى باتت جميعها وليدةً أمام عينيك

لا شء عندى أقدس من سيمفونية عشقية
اُستبدلت موسيقاها بحروف اسمك
وبرغم تكرارها..يرى فيها قلبى 
كل الاختلاف..
وكل التباين
وكل الجنون
وكل التمرد
سيمفونية استُبدل فيها مفتاح "صول"
بدقات طبول قلبينا لحظة اللقاء..
لتندلع نيران شوق الموسيقى
التى لا يسمعها الا تلاتة:
أنا...وأنت...والحب!!

لتبدأ تلك السيمفونية الآن!!
لتدق تلك الطبول الآن..
فأنت معى...ويكفى!!

********************

أوتدرى أيها الأحمق الغالى
أنك ما فارقت يوما خيالى؟؟
أوتدرى أنك كنت تأتينى كل ليلة....مختبأً بين أشجار حلمى العالية...
أوراقها عريضة....لا سبيل لأحد فيها أن يتعرف على نفسه...

خُلقت هذة الاوراق لتخلق معنى الضياع فى نفوس من يجرؤ على اقتحام حلمى...

خُلقت هذى الأوراق لترسم البؤس على وجه من اجترأ أن يُقحم نفسه فى مملكةٍ أنا وحدى ملكةٌ فيها..

لا رغبة لدى فى أن أعرف من ضاع فى غابات حلمى...
وإذا بى ..أرى سنا ضوءك من خلف هذى الأشجار..
ذلك الضوء..وليد الحب والعذاب..
متناقضين تزاوجا ليُنجبا فريداً
لا شئ مثله!!

أنقذتك من تلك الأحراش..
أعلنتك ملكاً تشاركنى عرشى..
وإذا بك تطيح بى من مملكتى..
وتلقى بى صعلوكة فى برارى حكمك المظلمة..
وكلما أردت..رأفت بحالى والقيت لى كسرةً من خبر عشقك..
وإذا بى أموت متسممةً بصمتى..
على أرضى..
وأنا أحتضن بقايا قلبك
التى تركتها على أوراق غاباتى العريضة!!

********************
عندما يتعلق الأمر بمنازلةٍ فى الحب..
يكون البقاء فيها..
للأضعف ذاكرةً !!

*********************

() فلترأف أيها الحب..
أيها العظيم...
بحال عشاقك المساكين...
فلا سطوةً على قلوبهم الا لك...
ولا راحةً لعذابهم الا بك...
ولا خلاص لهم منك...
الا بإحراق قلوبهم..
وتشويه أجسادهم...
ومنازلة ماضيهم..
ورُغم ذلك....ستبقى ذاكرتهم كما البحر..
أبدية!!
فلو كانت تُرى...
ما كان أمرهم لك كما تَرى!!

يوماً ما...
فى ضاحية من ضواحى هذا الكون التعِس..
سنجد نيراناً أُضرمت..
وولائمَ أُولمت...
وعشاقاً تقدموا بقرابين قلوبهم إليك...
استبقاءاً ليدك الدافئة التى غلفت روحهم..
ونأياً عن مخالبها ..
 التى
تنهش جدران القلوب..
كلما تحركت داخل الصدور
بإسم الشوق!!

الجمعة، 3 مايو 2013

مقتطفات فى قلبى

أيتُها اللامنسية..
اهربى من عالمِ الخيال إلى الواقع...
انتعلى ذكرياتك...
وأولمى لقلبك وروحك...
فلا عزاءَ لكِ بعدهما...

فليأتِ الزمانَ بجيوش مصائبه كما يحلو له..
فأنا امرأةٌ حرة..
صنعتُ من حريتى أطيافاً من كائنات
لم يعلمها هذا الزمان...
ولا أىُ زمان...
فقط,, لأقف أمامهُ برُمحى..
صائحةً :
هذا أنا وحدى...ولا شيئاً آخر!!
***********************

مازالَ أنينُ ذاك الناى
 يطاردنى فى كل لحظةٍ..
يطالعنى فى كل رشفةٍ..
لم أنساه يوماً..
ولم القاه أبداً...
ومع ذلك,,
 فإنه دائمُ الصياح:
"لم قطعتونى من أمى
إن كانت النهايةُ ...فِراق!!"

*********************

قلتها لك مراراً:
فى الحب,,
لازمان..
فيتوقف الزمان,,
ولا مكان..
فيتلاشى المكان
وتصيرُ خريطةُ العالم لا معنى لها...
وتُولد من عينيك مدينةً..
أصير أنا ملكةً فيها..
وتصيرُ أنت شعبها..
ويثور الشعبُ على مليكته..
فتقرر أن تعاقبه عقاباً لا ينساه..
تقرر أن تحبه!!

هكذا هم الرجال...إن قرروا العقاب..رحلوا
هكذا هن النساء...إن قررن العقاب..أحببن!!

********************

أقفُ على منحدرً
ينتهى إلى فوهةٍ مفتوحةٍ من البحر..
وكأنها بوابةٌ إلى عالمٍ..
تمنيتُ كثيراً أن أنعجن به..
لنصيرَ واحداً..

كم أخشاه!!
كم أخشى غضبه وسطوته!!
مسكينٌ أنت يا بحر..
وكأن مياهَه خُلقت لتغطى آثارَ جرحٍ
تخمَّر فى داخله...
وأخرج جميعَ مخلوقاته..
علها تساعدهُ على النسيان!!
إن كان هذا هو حال البحر
ذلك الأزلىُ الأبدى..
فإرأُف أيها الإله 
بحال البشر!!

قلوبُنا غلفٌ..
بداخلها صدى..
يتمددُ بأثر برودة مشاعرها..
ليتفجر القلبُ ناثراً شظايا غضبه
على من حوله..
هكذا البحر عندما يغضب...
مسكين أنت يا بحر..!