الخميس، 26 سبتمبر 2013

نعم لم أبكى

يوم الثلاثاء الموافق 25/9 /2013
لم ألزم نفسى ذلك اليوم بأى ميعاد لأزور جدتى,, كان لى مدة طويلة لم أذهب لزيارتها..

كنت كلما دخلت عليها تبكى من اشتياقها لى..فآخذ بيديها واهمس لها لا تبكى..ها أنا

اسعتدت أمى للذهاب اليها كما كانت تفعل كل يوم..نادت عليا لاستعد
قلت لها اذهبى انتى اليوم يا امى وسآتى انا غدا لزيارتها

جللست..كنت ابحث عن اغنية لام كلثوم لستمع اليها فاذا باخى دخل على الغرفة وفى عينينه دمعة
ما الأمر؟؟؟

توفيت جدتى!!
لم تمهلنى حتى أراها ذلك اليوم
جلست وانا لا ادرى ما افعل كانت الساعة العاشرة ماء
لم افق من صدمتى سوى الواحدة بعد منتصف الليل
ذهبت اليها وانا قدماى لا تقوى على حملى
دخلت لاجدها مسجية على فراشها كما كانت دوما...ولكن هذ المرة لم تبكى مثلما كانت تفعل
جلست الى جانبها وانا احدثها...كنت سآتيكى اليوم ..لم لم تمهيلنى بعض الوقت بعض حتى اراكى
لم تسعنى الدنيا فرحةً حين كشفنا عنها غطاء وجهها لنرى وجهها وهذة الضحكة تعلوه
ااقبلت عليها اقبلها وانا ادعوا لها
ابشرى بيوم سعدك

اليوم فقط انهيتى رسالتك التى اديتها بكامل صدق لاولادك واحفادك


رسالة شقائ بلغ عمرها ال 94 عاماً بدأت من صغرك مع اخوتك ثم بناتك اللاتى اختار لهم الله اليُتم صغارا لتكونى لهم انتى الاب والام
جعلتى منهم نساءً عظيمات
ثم نحن احفادك
كنتى دائما تقولى " لا اريد منكم عندما اموت ان تبكوا على..اريدكم ان تدعوا لي"  ..لم ارى فى ذلك اليوم شخصا الا وكان يدعو لكى يا عظيمة العظيمات
لم يدعو لكى فقط...بل كان يدعوا ان يُختم عمله مثلك وتُختم حياته مثلك
يرى الناس من الظاهر فقط..فهم يرون تكريمك بإذن الله ولكنهم لم يرون شقائك فى حياتك 



نعم...لم ابكى!!
لك أكن ابكى حين كان التراب يغطى اخر شبر من القبر
لم اذرف دمعة واحدة
بل كان داخلى يبكى..
كان يصرخ لا تلقوا التراب على ذكريات عمرنا السعيدة
لا تلقوا الترابع لى تلك المرأة التى لم نرى منها سوى الحب

لم اذرف دمعة واحدة طوال اليوم...فى العزاء...فى الصلاة...وقت الدفن
ولكن كان داخلى يذرف الف دمعة كلما سقطت عينى على موضع قدم من ذلك البيت

داخلى يذرف الف دمعة على وداعٍ اخير لم يتم
على دعاءٍ لم اسمعه منها

كانت تقول عنا دائما اننا اطفالٌ كبار
نعم يا جدتى كنا اطفال معكِ
اليوم فقط كبرنا

كبرنا عندما حملناكى
كبرنا ونحن نتلقى عزاكى
رحمك الله يا اعز الناس واحب الناس
وكما كنتى تجمعينا جمعاً سعيداً فى الدنيا
اجمعينا معاً على باب الجنة فى الاخرة.