فى دهاليز وأروقة الذاكرة,,
حيث اليد العليا دائماً للغبار
ذلك الدليل الأزلى على مرور الزمن والذى لا يمكن اخفاؤه,,
يتحكم -هو- فى سطوة على سكان هذة الأروقة...
فيغطى أشياءً ليحجبها تماماً
ويترك اشياءً لم تغطى كلياً,,,
لتأتى ربما كلمة تزيل عنها هذا الغبار نهائياً...
ويترك اشياءً أخرى لامعة تحتل واجهة ذاكرتك..
فى هذة الاروقة...وفى أقصى زاوية لها...
توجد ذاكرة ما..احترفنا فى أن نخفيها بعيدا عن عبث أيدى الزمن..
ذلك, انها اقترنت بألم زعمنا أننا نرغب فى نسيانه..
فكما قالوا "أن الذاكرة والألم توأمين"
ولكن يبقى السبب الأصلى أن ذاك الألم هو خاص جداً
احترفنا فى اخفاؤه..
احترفنا فى اخفاؤه..
نسجنا حوله بايدينا أعشاش العنكبوت..
وردمناه بهذا الكم من الغبار بمساعدة الأيام..
فقط,لنحرم الاخرين من مشاركتنا فيه..
فبرغم كونه ألماً.. الا انه حمل بين طياته تفاصيل تمنينا لو وقف عندها الزمن..
ولملم غباره..
********************
أين من عينى حبيبٌ
فيه عزٌ وجلالٌ وحياء
واثق الخطوة يمشى ملكاً
ظالم الحسنِ شهى الكبرياء
عبقُ السحر كأنفاس الرُبى
ساهمُ الطرف كأحلام المساء
********************
أسطّر هذة السطور الى "آدم" ذاك الرجل الاستثنائى..الذى اضنانا البحث عنه دائماً..
علمت من اللحظة الأولى التى رأيتك فيها أنك استثنائى..
وكأنك لا تنتمى لهذا الزمان..
فى تسلسل الزمان..حيث الامكان هو المكان..وبين عصرٍ وعصر..
هناك فترة لا تنتمى لهذا العصر او ذاك..
وكأنك هربت من تلك الفترة بين عصرى الرجولة الشامخة بتواضع أمام الانثى
وعصرٍ..تُقّدر فيه الخسائر أكثر من المكاسب
أين كنت فى وقتٍ امتلأ فيه هذا الكون بالذكور وندر بالرجال؟؟
أعلم أين كنت..كنت فى ذاك اللامكان..
كنت هناك لتحيله مكاناً يُقّدر فيه الرجال أمثالك..
كنت هناك لتزرع مبادئك فتطرح شجراً تتعانق على اوراقه الحب والحرية معاً..
كنت هناك لتحيل جنونك مجرات كامله..ذلك الجنون الذى لا يسعه كونٌ واحدٌ..
جنونٌ اختلط بحكمة..واجتياحٌ اختلط بعقل..ليتولد ذلك الكائن الذى لم نعرفه يوما لنسميه...
"مخطئٌ من يظن أن المرأة تُفتن بالعقل"
أذكر تلك الفتاه المسكينة التى وقعت بحبك يوماً ما..
كنت أظنها مسكينة ولكنها أوفر النساء حظاً
لم تورثها ألماً كما يفعل "الذكور"..
بل جعلتها تمشى فى جنبات هذا الكون شامخة بابتسامتها..
رغم علمها يومأ انها لن تكون لك..
لقد اعطيتها احساسا بالعزة كان كافياً لينسيها المها..
فيكفى قلبها فخراً أنه تحرك "لرجل" مثلك..
*******************
سألتك مرة :"هل وقعت فى الحب يوماً؟"
قلت: "خطأٌ سؤالك..فالحب ليس حفرة لنقع بها او منحدر نسقط من فوقه..بل هو متواجدٌ داخلنا...ينتظر اشارة القدر ليزيح الستار عن ذلك القدر من الجنون..
فيقلب كل شئ رأسا على عقب..يغير الالوان والاحداث والازمان..يتحدى التقاليد والناس...
يجعلنا نظن أننا سقطنا فيه..ولكننا نكون قد ارتفعنا وارتقينا الى منزلة الانسان"
قلت لك: "الحب متمرد...ماردٌ يرفض المكوث فى القفص..حصانٌ يأبى الرضوخ للحواجز..
لا سيطرة للانسان عليه ولا يمكن ترويضه "
قلت لى :"بل يمكن أن يروّض..
استمعى دائما الى ما يقوله ..لا ضرورة لتنفيذه..
فصراعه الاكبر مع عقلك ورغبته فى السيطرة تشمل قلبك..
ستجدين أنه يروّض...
تماما كما تفعل الموسيقى...فتحيل نفسك من عاصفة رملية ملأت ما حولها تراباً واختناقاً
الى سكون ليلٍ يتخلله ضوء القمر..وارتعاشة نجم يتلألأأ فى سماءه الحالكة.."
لا ادرى..هل كنت تشير بكلامك الى الحب..ام الىّ انا؟؟
أعترف انك لم تجعلنى أسير فى دمائك مكبلة بأغلال حبك كما يفعل "الذكور"
بل جعلتنى طيراً يقدس معنى الحرية...وجعلت قلبك لى بيتاً أعود اليه كلما اضنانى الطيران والحب..
ظللت أبحث عنك ولم أجدك أبداً..
وتركتنى اتساءل: هل حقاً وجدتك يوماً وأضعتك؟؟
ام انك كنت محض خيالاً...شكلتك حروف ابجديتى..
وحوّلتك انسانا فى ذاك " اللامكان" ؟