الاثنين، 8 ديسمبر 2014

تماثيلٌ شيّدناها للحب

الأدب ... إن لم يُساعِدُكَ علي إعمال عقلك
سيُساعدُك علي إعمال خيالك

ثمةُ أناسٍ يقولون أن الخيال آلةُ تدمير!
 هو المِقَصُّ الكبير
ذاك الذي يفصل الغُصن عن شجرته
كذلك يفصَلُ الانسان عن واقعه
يؤمنون أنه مقصلةُ الواقع !

قاصرون هم من يؤمنون بذلك !
فقد عَرِفوا فقط الجانب التعجيزي للخيال
ولم يعرِفوا يوماً
جانِبَهُ التَحفيزيّ

وهنا يأتي دور الأدب !

**********

ثَمةُ جزءٌ داخلنا..يرفض تصديقَ الواقع !
يرفض الألم
وله في ذلك ألف دافع !

تماثيلٌ شّيدناها للحب
يومَ كان َ وهماً !
وأُخرى شيّدناها للألم
يومَ صار واقعاً !

تماثيلٌ... تقِفُ شامخةً..
هاماتُها..
تُناطِحُ سحاباً تجَمَّعَ لرؤية ما يحدُث من تخليد للذكرى !

تماثيلٌ ..تقِفُ شامخةً..
صخرُها..صلب
حشوناها بكل ما عانيناه يوماً من القسوة
آملين أن تكونَ رفيقاً لكل من يُشاطِرُها ظلَّها 

حشوناها بكلِّ ما عشناهُ من ضياع ٍ
آملينَ أن تكونَ يوماً عنواناً لكلِّ هؤلاء
الذين ضلّوا طريقَهم
في دروبِ الحياةِ المُتشابهه .

تماثيلٌ شيدناها للحُب
بَغرض درء الذكرى عن الفكر
وأُخرى شيّدناها للألم
بغرض مُشاركة الناس الحُزن..

تماثيل...وتماثيل...وتماثيل في كُلِّ مكان
تَقفُ مُنتَصِبة..
مُتصلبة عيناها علي النحّات 
وهو يُلملِمُ ادواته
مُتَرجّية اياه الا يرحل الآن !

تماثيلٌ شيّدناها للحب ؟!
بل الحُب هو من شيدنا جميعاً تماثيلاً محنيةً له..
في لحظةِ آمنّا أن عبوديته...حرية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق