عندما قرأت رواية عابر سرير لأول مرة لم أنس هذة الجملة :
"الذين قالوا وحدها الجبال لا تلتقى اخطأوا...والذين بنوا جسورا لتتصافح دون ان تنحنى لايفهمون شيئاً فى قوانين الطبيعة....
الجبال لا تلتقى الا فى الزلال والهزات الارضية العظمى...وعندها لا تتصافح...وانما تتحول لتراب واحد"
وقفتُ عندها كثيراً وانا اتسائل :
اى حمقٍ ذاك الذى يدفع بعاشقين ان تحدث فاجعةٌ كُبرى ليتنازل كلٌ منهما عن كبريائه!!
هل كان يجب ان تهتز الارض وترعد السماء غضباً على رايةٍ حمراء كُتب عليها أن تُرفع لتُنكّس؟
ان كنت ترى نفسك مع من تحب جبلا فلا تبحث عن لقاء , كى لا تؤدى الى كارثةً تنتهى بفناء قلبيكما معاً
ويصير جسدكما خاوياً
ويصبح صوت طرق فاجعات الزمن عليه أعلى واصدى
فقد فَنىَ ممتص الصدمات..
********************
فى كل مرةٍ أحرص فيها ان اغتالك هنا على ورقى
اغرس فى جسدك رماح كلمات
لتستقر كاملةً فيك
بلا اى شئٍ باق خارج جسدك يساعدك على نزعها
انظر اليك ساديةً وأنا ارك تتألم لينقسم قلبى قسمين
قسماً فرحا بما يراه متشمتاً لما احدثت فيه سابقا
وقسماً يتألم بذلك القدر البسيط الباق لك داخله من اهتمام
ذلك, ان الحب والكره بينهما قاسماً مشتركا
هو الاهتمام
متى رحل الحب , يبقى فى داخلك ذلك القدر البسيط الذى يجعل قلبك يتلوى حزناً
متى رحل الحب , يبقى فى داخلك ذلك القدر البسيط الذى يجعل قلبك يتلوى حزناً
كلما اتته دماءً سقت حقول الذكرى فى رأسك
انظر اليك وانت تتلوى لتفادى رماحى تارةً
والماً لما اصابحك تارةً اخرى
ويغرق ورقى بدمائك حبراً
فاترك قلمى منتصرة
ثم لا البث ان ارى حبرك يتجمع معا ليرسم لك صورة ازهى كثيرا مما كنت عليه
وارى روحك تأتى من فراغٍ حولى سبق ان حاصرته جيدا بكلماتى كى لا تهاجمنى منه اشياءً مقنعة بوجهك
فتعود انت متبجحاً...ويعود قلمى بك فرحاً..
يرسم حولك كلمات لتكتمل الصورة
واجد انا نفسى واقفة امامه لا شئ افعله سوى ان امسك به!!
************************
اكتب عن الحب هنا وانا لم اعرفه يوماً
الجملة هذة ليست حقيقةً مؤكدة
وليست تأكيدا لحقيقة
ولكن الشء المؤكد انى لم افهمه يوماً..
اعرف ان مفهومه يختلف اختلافاً جذريا بين الرجال والنساء..
فالحب عند ابناء ادم كما لفافة التبغ..
تبقى المتعة الوحيدة فى اشعالها واتلافها
يشعر عن اشعالها بنضج رجل
وعند اتلافها بسيطرته
ولا متعة تذكر فى شرب انفاسها...
والحب عند بنات حواء كزهرة فى شرفة وردية بلون احلامها
تبقى المتعة الوحيدة فى اسقائها ورعايتها
ولا يعنيها من اين اتت
وكيف
وما سبب لون الشرفة!!
وكيف
وما سبب لون الشرفة!!
الحب عند الرجل هو البدايات والنهايات
وعند المرأة هو ماهيته وفلسفته وبقائه
الرجل لا ينسى حباً لم يحصل عليه
واخر رحل رُغما عنه..
والمرأة لا تنسى رجلاً دللها
وعاملها كأميرته..
لأجل كل هذا..فأنا عادةً لا اقع فى غرام الاشخاص
بل اقع فى غرام الاشياء
اقع فى غرام اللوحات بسرعة كبيرة
اقف امامها ملياً
واجد متعةً كبيرة فى اكتشاف تفاصيلها
وحدها اللوحات تحوى تفاصيلا اعمق من تفاصيل البشر
فاللوحة تحوى مشاعر من يرسمها...ومن يرسم لاجله..
اغمض عينى لارى المشهد التالى فى اللوحة
وابتسم فى حزن!
ياللمسكين الذى رسمها
لو كان من رسم لاجله يمتلك نظرةً تمكنه ان يدرك تفاصيلها ومشاعرها..
لكان الاولى ان يدرك تفاصيل ومشاعر الرسام
لكان الاسهل ان يبقى..
ولا حاجة لصاحب اللوحة ان يستجدى حبه بتلك الرسمة
شخصاً لم يفهم المشاعر يوماً
ين يفهم قطعةً فنية ابداً...
اقع فى غرام الموسيقى بملئ ارادتى..
حسناً..ان كان لا بد ان اذكر لك انى وقعت فى غرام شخص يوماً
فسأذكر انى وقت يوماً فى غرام فيفالدى..
ووقعت ابدا فى غرام بيتهوفن..
لعل بيتهوفن لو كان حياً الآن لوقعت فى غرامه مرةً ثانية...
وحده رجلٌ أصم يستطيع ان يرى الحب فى كل شء حوله..
حتى وان حُرم من سيمفونيته..
يكفيه انه يرسم دائماً سيفونيته الخاصه
ولا يسمح لاحدٍ ان يعدلها له..
وحده يدرك ان سيمفونية الحب العظمى لا تُسمع ...
بل يعزفها قلبك..
يحافظ على ايقاعها دقاته..
ويُبقيها صوت تمرد عقلك..
وترقص عليها اطرافك بغجرية ٍ وعشوائيةٍ كافيةً ان تؤلف لك رقصةً جديدة
بعيداً عن ايقاعات السلو والتانجو والفالس والصالصا..
ليتك كنت هنا الان يا بيتهوفن
لترى ما حدث للموسيقى والحب من بعدك..
لتُرى الناس ان رقص القلب -وان كان عشوائياً-
اعمق فى دقاته وايقاعاته من رقصٍ مُدرب عليه
يكفى عفويته!!