الثلاثاء، 9 يوليو 2013

متاهة الزمن _الجزء4 والاخير

   لم يكن لى-رع يعلم اى شئ عن المكيدة التى تحضر له,
رسم هو مكيدة للقضاء على كينزى المختارة وعلم بها قصر الملكة تا-كينيد وها هو يتأهب للرد

   كانت الخطة التى وضعت بعد ان علموا انه انطلق من قصره تنص على ان يتركوا كينزى بمفردها فى النزل بلا اى حرس
ليأتى لها ويظن انه استفرد بها ثم يفاجأ بالحرس من كل مكان ويُقبض عليه ويساوموه عند اهله..

   كانت كنزى على علم بالجزء الاول من الخطة...ولكنها لم تكن تعلم شيئا عن الجزء الثانى ...

   وبالفعل فى يوم كانت كينزى تجلس على بحيرة بالقرب من النُزل , تفكر فى حياتها التى تغيرت فجأة
فى اصدقائها التى اشتاقت لهم كثيرا
وفى حبها الجديد الذى لا تعلم مصيره
عندما ظهر امامها شخص عندما بدأ معها الكلام لم تأخد كثيرا من الوقت لتعرف انه لى-رع
-قال: "انا غريب من هنا هل لى ان انزل بضيافتكم الكريمة بضع ايام"
-قالت :" من اين انت قادم؟"
قال :" من بلاد بعيدة"
-قالت:"ما اسمك؟"
-قال :"لى-رع"

لم يكد يتحرك خطويتين مع كنزى حتى خرج امامها من كل مكان كمية من الجنود تكفى لتحرير وطن كامل لا لاسر شخص واحد

فزعت كنزى من المشهد ولكنها هدأت عندما رأت حا-تى خارجا من اوسطهم قائلا: "انت ابن قائد الاحراش 
لقد علمنا بمكيدتكم وها هى ردت اليكم
انت الان اسير عندنا"
نظرت كنزى الى لى -رع من جهة والى حا-تى من جهة اخرى صائحة : "ماذا تفعلون ؟ 
لم نتفق على هذا؟
ستزيدون الاوضاع سوءا"

   صاح فيها حا-تى قائلا: " اى اوضاع تلك التى تتحدثين عليها ! انه خائن يجب ان يُقتل !
انفةً منا سنأخذه اسيرا فحسب لنساوم به والده !"

استغل لى-رع هذا المشهد بينهما وحاول الهر ولكن سهام الجنود اصابته فى الحال واوقعته فى الارض جريحاً !

امر حا-تى جنوده ان يقبضوا عليه 
هنالك صاحت كنزى قائلة : "توقفوا...باسم الملكة!"
توقف جميع الجنود 
غضب حا-تى غضبا شديدا وصاح :"اتجعلين جنودى يعصون امرى؟؟"

-قالت :" انا هنا المختارة !
الست تقول هذا دائما وطوال الوقت؟
انا من اختارتنى النبوءة لحل هذة المعركة التى دامت بينكم لمائة عام لا انت
انا من اختارتنى لاوقف نزيف الدم لا انت
فلتستمعوا لاوامرى الان جميعاً
احملوا هذا الشاب الى داخل النُزل,
لن يكون بالداخل حرسٌ سوى اقل القليل
هذا الشاب هو ليس اسيرا , انه ضيف حفيدة الملكة!"

انحنوا جميع الجنود طاعةً لها وحا-تى يقف فى حيرة من امره !

   حملوا لى-رع الى الداخل وهو لا يصدق انه لا زال حياً
والاكثر , انه لا يصدق انه لا زال حراً!
ان كان حياً وحراً فهو بفضل هذة الفتاة التى اراد هو بها سوءاً
وهى تسهر عليه بنفسها لتطيب جراحه كل يوم
تهتم بطعامه,, بعلاجه,, ارسلت فى طلب الاطباء من كل مكان من طيبة فقط ليعالجوه

-قال لها مرة :"اعلم انكم تعالجونى لاشفى لتنكلوا بى!"
-قالت بابتسامة " لا,
بل نعالجك لتشفى وتعود الى ديارك سالماً"

   لم تكن الملكة تصدق حرفا مما تسمع من حا-تى حتى ذهبت بنفسها لترى حفيدتها وهى تسهر على راحة حفيد الد اعدائها !

    - صاحت فيها : "اجننتى انتى؟
انهم اعدائنا 
لو جاءت لهذا الصغير الفرصة لقتلك الان لقتلك بلا اى تردد"

- " كيف تعلمون اولادكم الاحسان الى المسئ وانتم لا تفعلون؟"
-"هذا ليس بمسئ,
انه قاتل"
-"هو ليس بقاتل ,
جده هو القاتل ,
وقد قُتل , استأخذينه بذنب جده وانت يُدعى لك كل يوم من كبار الكهنة بالحكمة والعدل يا مولاتى؟"

سكتت الملكة ,
لم تدر ما تقول, لم يكن امام عينيها سوى صورة ابيها وهو مقتول ومحمول على اكتاف الجنود يوم دلفوا الى القصر بهذا النبأ
لم يكن بداخلها سوى نار الثأر والغضب التى اعمت الحكمة والعدل عندها

-" افعلى ما ترينه صواباً" قالت الملكة
وانصرفت وامرت فقط بأن يبقى حراس النُزل
ولا حراسة اضافية !


***************

مكث لى- رع عندهم فى النزل قرابة شهرا كاملا
حتى شُفى تماما من جروحه
لم يكن يصدق ان هذى الفتاة بهذا القدر من النبل والاخلاق !
انها حقاً مختارة!
مختارة! بينهم بكرم اصلها ونبله وعلو منزلتها
انها ملكة ولا شك فى ذلك
لقد جاء لينصب لها مكيدة حب
فاذا به يقع فى شراكها دون ان تقصد هى ذلك
لقد احبها حباً شديداً ,
ولكنه كان يعلم حبها ل حا-تى
فكان كلما رآهما معاً تألم كثيراً
تألم انه فكر يوما ان يؤذى هذة الملاك
وتألم انها لن تكون يوماً له!

اتاه فى ذلك اليوم حا-تى ودخل عليه واغلق وراؤه الابواب
ارتعب لى-رع وظن انه سيقتله
-قال حا-تى:" انت فى امان"
واستكمل :" ان والدك يظن انك اسيرٌ عندنا
وبعث الينا بمرسول يهددنا ويتوعد ان لم تعد اليه قريبا سيحرق القرية المجاورة للاحراش كاملةً"
- "انظر ما ترى يا فارس الفرسان"
استدارا على صوت كنزى من خلفه :
"ستذهب اليه يا لى-رع
ولكن ليس وحدك!
انا سأذهب معك!"
-قال حا-تى :" اجننتى انتى؟ سيدفنونك هناك! سأذهب معكما!"
-"لا!
سأذهب معه وحدى, ل, جئت معنا سيظنون انك موفود حرب
اما لو ذهبت وحدى سيتيقنون انى موفودة سلام"

-" وماذا لو اذوكى؟"
-قال لى-رع :" انا لن اسمح بذلك
مولاتى, لقد اكرمتى مثواى
وعالجتينى ومنعتى عنى موتى وحبسى
اقل ما اقدمه لكى هو حبى وحياتى مولاتى"

ظهرت الغيرة فى اعين حا-تى
نظرت له نظرة ذات معنى :" لا عليك ,
سأكون بأمان مع لى-رع"

**************

كان الوضع على اوجه فى قصر قائد الاحراش,
ولما لا يصبح كذلك : ابنه مختطف واسير
وجيشه لا عدة له ولا عتاد
فهو لا يقوى على الحرب
ولا على السلام 
لا سبيل لديه ليسترد ابنه
"سامحك الاله يا ابى, لو لم تقتل الملك
لكنت استطعت ان اطلب السلام واحقن الدماء
واسترد ولدى"

دخل عليه احد حراسه مهللا " مولاى
لقد حضر الامير لى-رع يا مولاى"

   لم يصدق الاب نفسه طار فى الخارج ليرى ولده قادما على قدميه بلا جنود ولا جيوش
احتضنه وبكى وبكى وبكى
احتضن كل جزء فيه واشتم  رائحته
كان يتمم بيده على كل خلية فيه وكأنه يتأكد انه لا ينقصه شئ
ثم اخيراً 
لاحظ وجود كنزى
-سأل ولده " من هذة؟"
-قال:"ابى اقدم لك كنزى,
انها المختارة"

صاح ماذااا؟؟
يا حراااس
اقبضوا عليييييها
واحيطت كنزى بالجند من كل مكان
قال لى- رع: ابى اسمع منها ارجوك
-" لا كلام يرجى من عدو,, 
اقبضوا عليها يا حرس"

-قالت:" انا جئت اليك وحدى بلا حرسٍ ولا جند
جئت لاعرض عليك السلام والسلام فقط
اما اكتفيت من نفيك هنا انت وجنودك فى هذة الاحراش؟
اما اكتفيت من بعدك عن وطنك وانت احق بها؟
انا اعرض عليك ان تأتى وجنودك لتعيشوا بيننا فى سلام امنين على حياتكم وتجاركت ومالكم وعرضكم
وانت يا قائد جند الاحراش
ستعمل فى جند البلاط الملكى
ستعمل لاهلك ووطنك بدل ان تعمل ضدهم"

- سكت قائد الاحراش مفكرا
ثم قال فى النهاية :" ومال المقابل من هذا ؟"

-قالت :" لاشئ
ستوضع انت وجنود تحت المراقبة مدة سنتين من موافقتك للعرض ,
ان ثبتت حسن نواياكم فانت فى بلادكم للابد
وان لم تثبت لن تخسر اى شئ اكثر مما تخسر الان"

-قال لى-رع :" ابى , 
لقدد اكرم هؤلاء القوم ولدك وعاملونى كأمير
لو كانوا يريدون اذى لكانوا قتلونى او اسرونى
انهم يريدون لنا خيرا يا ابى"

-قال قائد الاحراش :" رحم الاله ابى
لقد ارتكب جرما كبيرا لا يُغتفر فى حق الملكة تا-كينيد,
اتمنى لو تغفر وتسامح هى
اعرف عنها انها حكيمة سبق عقلها سيفها
ورحمتها بطشها
انا اوافق !"

-قالت كنزى :"والملكة فى انتظارك فى قصرها للاتفاق 
وتجهز لكم جميعا حفلا كبيرا  بمناسبة الصلح العظيم ,
مبارك لكم جميعاً الرجوه الى بلادكم واراضيكم "

صاح الجنود عندها صيحة عظيمة تعبيرا عن فرحهم
نظر لى- رع الى كنزى قائلا: "شكرا لكى,
انتى من اختارتك الاقدار لتصيرى اميرة هذا الزمان
وتصيرى اميرة قلبى
لن انساكى ابداً ما حييت"

ابتسمت وهى تفكر فى حبيبها حا-تى
وكم تمنت ان يكون بجانبها فى هذا الوقت !

*********************

    تنهدّت كنزى بعمق وابتسمت ابتسامة بحنان
اتاها صوت من خلفها :
"هل نام؟"
- اجابت هامسة :"نعم"
-"اود حقاً ان اعرف ماذا حل بالاميرة الحسناء وفارس فرسان القصر"
-نظرت اليه بحب قائلة :
"احقاً لا تعرف؟"

قال :"نعم"
-قالت وهى تحيط عنقه بيديها :"لقد تزوجا وانجبا طفلا رائعا ينام كل ليلةٍ قبل نهاية الحكاية "

كاد ان يجيبها عندا رن الهاتف 
قال بسخرية : بالتأكيد اصدقائك
يتصيدون الاوقات باحترافية منذ تزوجنا

ضحكت وهى ترد على الهاتف :
"الو"
-"كنزى كيف انت؟"
-"اشرف!
كيف حالك وكيف حال منى؟"

-" نحن بخير , لا تنسى غدا اقمنا لكى حفلا انتى وحاتم بمناسبة عيد زواجكما"
-"بالتأكيد لم ننس"
-" فى انتظاركما, الى اللقاء"

نظر اليها حاتم نظرة كلها حب وسئل :
-"لم نحن بالذات دائما ابطال حكاياتك؟"
-قالت بدلال :"لا املك اغلى منكم لارويه لابنى "
احتضنها وهو يضحك 
نظرت الى صورة فى برواز بجانب التلفاز
صورة لها وسط اصدقائها كتب تحتها
"اشرف, منى , سارة, كنزى
رحلة الاقصر 1992"
ابتسمت وهى تسبح فى بحر الذكريات لتفكر فى حكاية الغد التى سترويها لصغيرها..


هناك تعليق واحد:

  1. اخيرا وبعد طول انتظار انتهت القصة :D
    بجد يا مى حلوووووووة اوووووووووووووووووووووووووى عجبتنى جدا من غير اى مجاملة بجد واستمرى يا ميكووووو

    ردحذف